تميز العرب منذ القدم بمجموعة من العادات والتقاليد التي تمثل المبادئ السامية والقيم، وهذه العادات والتقاليد تشكل بدورها التراث العربي الأصيل، وتتجلى هذه العادات بحياة العرب وبالأخص خلال تعاملهم مع الآخرين، وعلى الرغم من وجود العديد من العادات السيئة التي تبددت بدورها بظهور الإسلام، إلا أن هناك بعض العادات والصفات المشرفة بين العرب التي عززها الإسلام وبالأخص لدى الرجال.
تعتبر صفات الرجال عند العرب موضوعًا غنيًا بالتقاليد والقيم التي تعكس عمق الثقافة العربية وثراءها. من بين هذه الصفات، يبرز الوفاء والولاء في العلاقات الاجتماعية كقيمتين محوريتين تشكلان أساس التفاعل الاجتماعي وتحدد طبيعة العلاقات بين الأفراد في المجتمع العربي. إن الوفاء، بمعناه العميق، يتجاوز مجرد الالتزام بالوعود ليشمل الإخلاص في العلاقات والصدق في التعامل، وهو ما يعكسه العديد من الأمثال والحكايات الشعبية التي تحتفي بالرجال الذين يظلون أوفياء لأصدقائهم وعائلاتهم حتى في أصعب الظروف.
إنَّ رَجُلًا مِنَ الأنْصَارِ بَاتَ به ضَيْفٌ، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ إلَّا قُوتُهُ وَقُوتُ صِبْيَانِهِ، فَقالَ لاِمْرَأَتِهِ: نَوِّمِي الصِّبْيَةَ، وَأَطْفِئِ السِّرَاجَ، وَقَرِّبِي لِلضَّيْفِ ما عِنْدَكِ، قالَ: فَنَزَلَتْ هذِه الآيَةُ وَيُؤْثِرُونَ علَى أَنْفُسِهِمْ ولو كانَ بهِمْ خَصَاصَةٌ .
الوفاء بالعهود: إذا ما قطع على نفسه عهداً التزم به، وكان أعزّ عليه أنّ يُجزّ رأسه عوضاً عن عدم وفائه بها.
فهي أول بروفة للعلاقة بالمرأة وتنطبع في أعماقه إيجاباً أو سلباً، وبناءاً على شكل ومحتوى هذه العلاقة نجد بعض الرجال يبحثون عن صورة الأم في كل امرأة يلقونها، وبعضهم الآخر يبحث عن عكس هذه الصورة، ولكل منهم دينامياته التي تحتاج لكثير من الإيضاح والتفسير يضيق عنه هذا المقام.
كان العرب وما زالوا يعتبرون إكرام الضيف من كرم النفس، فالكرم من أفضل الحسنات والدليل على ذلك المثل الشائع: «الكرم غطى كل عيب».
الفروسيّة والشّجاعة: فقد اشتهر الرجل العربي بالفروسيّة والشّجاعة، ولقد ارتبطت صورة الرجل العربي في التّاريخ بالرجل الذي يحمل السّيف ويمتطي الجواد للدّفاع عن نفسه وعشيرته وأرضه ضدّ المعتدين.
وجاءت الأديان السماوية تؤكده كشيء فطري لازم للحياة، فما من مشروع أو مؤسسة إلا وتحتاج لقيادة حكيمة وخبيرة وناضجة، ولما كانت مؤسسة الأسرة هي أهم المؤسسات الاجتماعية عبر التاريخ الإنساني كان لابد من الاهتمام بقيادتها، وقد ثبت عملياً أن الرجل (في معظم الأحيان) جدير بهذه القيادة بما تميز به من صفات القوة الجسدية والقدرة على العمل الشاق وكسب المال ورعاية الأسرة والتأني في اتخاذ القرارات.
من صفات العربي الأصيل أنّه لا يغدر حتى بعدوّه، ولا يلجأ للخديعة، بل يواجه الطرف الآخر بكلّ بسالة، وإذا ما ناله ظلم وسُلب منه حق، وما كان بالمقدور تحصيله باليد، راعى أصول ذلك بالتشكي لدى رأس القبيلة، أو قاضياً من قضاة البادية المعروفين بنزاهتهم وإنصافهم للمظلوم.
هذا التحول يعكس تطور مفهوم الشجاعة ليشمل مجموعة أوسع من المواقف نور الإمارات والسلوكيات التي تُعزز من قيمة الفرد داخل المجتمع.
هذه القصائد لم تكن مجرد وسيلة للتسلية، بل كانت تُستخدم أيضًا كوسيلة لنقل القيم والمبادئ من جيل إلى جيل.
صفات الإنسان المذمومة في القران الکريم وسبل التزکية منها في ضوء مصادر التربية الإسلامية. –
العفو عند الخطأ حتى مع القدرة على معاقبة المذبين أقوى عقاب.
والقوامة ليست استعلاءا أو استبداداً أ و تحكماً أو تسلطاً أو الغاءاً للمرأة كما يفهم بعض الرجال، وإنما صفات الرجل العربي هي رعاية ومسئولية وقيادة منطقية عادلة واحترام لإرادة المرأة وكرامتها كشريك حياة ورفيق طريق، والمرأة السوية تشتاق من أعماقها لتلك القوامة الرشيدة والتي تعني لها قدرة رجلها على رعايتها واحتوائها وحمايتها وتلبية احتياجاتها واحتضانها كي تتفرع هي لرعاية واحتواء وحماية واحتضان وتلبية احتياجات أطفالها.